کتاب فقهی «بهجةالفقیه»، مجموعه یادداشتهای آیتاللهالعظمی شیخ محمدتقی بهجت قدسسره در برخی ابواب فقهی است که جلد نخست آن با موضوع «صلاة» بهکوشش دفتر تنظیم و نشر آثار معظمله انتشار یافته است. این کتاب، شامل مباحث أعداد الصلوات، مواقیت، قبلة، لباس المصلّی و مکان المصلّی است. سایر مجلدات این دوره، در حال تدوین است
1
ثمّ لا يخفى أنّ الدوائر المفروضة حول الكعبة، مختلفة في الصغر والكبر، ويمكن فرض المسجد من بعضها، والحرم من بعضها، وما بينهما، وما بعد الحرم؛ فإنّه إذا فرض المصلّي في يمين المسجد، والمصلّي الآخر في يساره، والثالث في ما بينهما من طرف، والرابع في ما بينهما من طرف آخر ؛ فإنّه يشكّل دائرة محيطة بهؤلاء الأربعة؛ فإذا استطال صفّ بين كلّ قوسين منها؛ فإنّه يقع الاتصال بين الأربعة وجميع أفراد الصفّ في المحيط مع الانحناء المحسوس الواقع في كلّ قوس، وهكذا فيالدوائر المتّسعة، حتى تصل إلى حدّ من استطالة الصفوف لا يكون الانحناء محسوساً إلاّ مع الإحاطة الحسابيّة بين طرفي القوس الوسيع جدّاً؛ ففرض المساواة الحقيقيّة بين مواقف المصلّين في الدائرة العظيمة، مخالف لفرض استقبال الكلّ لمركز الدائرة، أو مستلزم لاغتفار الخروج بسبب استقامة خطّ المصلّين عن الاستقبال للمركز. وذلك لا إطلاق له على ما سيجيء إن شاء اللّه تعالى.
وعلى ما ذكرناه، فالانحناء للصفّ المستطيل لا بدّ منه، إلاّ أنّه لا يظهر في الحسّ في الدائرة الوسيعة جدّاً، إلاّ بعد الملاحظة الدقيقة في طرفي القوس مع وقوع الصفّ للمصلّين مع التدقيق في ملاحظة الدرجات في أماكنهم المتباعدة.
كما لا خفاء في صحّة ما قيل واشتهر من: «أنّ الشيء إذا ازداد بعداً، ازدادات سعة محاذاته»؛ فإنّ الدائرة الصغيرة إذا شغلها مأة مثلاً، فالكبيرة يشغلها أكثر منها يقيناً على اختلاف الدوائر في القرب والبعد لبعضها من البعض، ولا يكون إلاّ بمحاذاة الإثنين مثلاً في الكبيرة لواحد مثلاً في الصغيرة ؛ وإن كانت الدقّة تقتضي عدم المساواة، بل واحد من الثلاث مثلاً يحاذي يمين الواحد، وواحد منهم يحاذي يساره، وثالث يحاذي ما بين الكتفين من الواحد الواقع في الدائرة الصغيرة، وهكذا في سائر الدوائر.
ثمّ إنّ الاستشكال بصحّة صلاة الصفّ المستطيل، وارد على كلّ من القول بكون القبلة الكعبة، أو الجهة، أو التفصيل بين من في المسجد وخارجه، ومن في الحرم